المدرسة الفلسطينية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرسة الفلسطينية


    يوم الاستقلال الفلسطيني

    ابو ذياب
    ابو ذياب
    معلم تكنولوجيا معلومات
    معلم تكنولوجيا معلومات


    البلد : سعير
    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    العمر : 46

    عدد المشاركات : 320
    نقاط : 919

    يوم الاستقلال الفلسطيني  Empty يوم الاستقلال الفلسطيني

    مُساهمة من طرف ابو ذياب الإثنين نوفمبر 14, 2011 10:49 pm

    يوم الاستقلال الفلسطيني

    نقض وعد بلفور


    [size=21]الخامس عشر من تشرين الثاني 1988، وأثناء انعقاد دورة المجلس الوطني في الجزائر، وقف عرفات على منصة الخطابة ليعلن باسم الله وباسم الشعب الفلسطيني قيام دولة فلسطين في المنفى، وليقرأ بيان الاستقلال الذي اعد بعناية تامة وتحضير مسبق، ذلك البيان الذي كتبه محمود درويش بالتشاور مع عدد كبير من المحامين ذوي الاختصاص، وبالسياسيين المتمرسين.

    لم يكن قد مضى على خروج منظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها من بيروت سوى ستة اعوام، وهي الفترة ذاتها على وجه التقريب التي انقضت بين هزيمة الخامس من حزيران 1967، والعبور العظيم لقناة السويس في تشرين الاول عام 1973. بإشارة واضحة الى ان العنقاء العربية سوف تنهض من رمادها، اعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني، بعد ستة سنوات على الخروج المشرف للقوات الفلسطينية من بيروت، لم يكن ترفا او تظاهرا مبتذلا كما حلا لمهووسي المعارضة الكلامية حينها ان يصفوه، بل جاء كرسالة عظيمة الى كل من ساهم في اخراج منظمة التحرير من بيروت، ابتداء بأمريكيا وصنيعتها إسرائيل، مرورا بالتآمر العربي وانتهاء بالصت العالمي، رسالة مفادها ان شعب فلسطين عاقد العزم على استعادة حقوقه بكل الوسائل، وانه سوف يعمل على تحقيق حلمه بإقامة دولته المستقلة على وطنه المحرر، رسالة الى كل من اعتقد او تمنى ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية قد ذهبت كعامل فاعل الى غير رجعة.

    لكن الرسالة الاهم في هذا الاعلان اتخذت وجهة اخرى، مباشرة الى فلسطين، فلسطين التي كانت تخوض معركة الانتفاضة الاولى منذ عام، قالبة موازين القوى رأسا على عقب، فالشعب الأعزل في مدن الضفة وغزة قرر ان يرد بدوره على محاولات اقصاء القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، بالحجر والمظاهرة والتمرد والعصيان، وهي المعركة التي وقفت اسرائيل بكل جبروتها امامها عاجزة، معركة عجز فيها البطش وسياسة تكسير العظام عن فعل شيئ امام ارادة شابات وشبان الشعب الفلسطيني الذين استطابوا الموت وآثروا الشهادة خلف راية فلسطين، راية منظمة التحرير الفلسطينية. فكان اعلان الاستقلال ردا على صنيع هذا الشعب، "لن تضيع تضحياتكم هباء، فكل شهيد يعبد جزءا من الطريق نحو النصر، وكل اسير يضع لمسة من فرشاته على جدارية الوطن، كل تضحية ونقطة من دم وقطرة من عرق قدمها فلسطيني هي خطوة اخرى نحو تحقيق نبوءة الاستقلال.

    اعلان الاستقلال في الخامس عشر من تشرين الثاني جاء متوسطا بين حدثين هامين، الحادث الاول هو وعد بلفور المشؤوم، والذي صدر في لندن في الثاني من تشرين الثاني 1917، والذي قضى بإقامة وطن قومي ليهود اوروبا في فلسطين، لقد جاء هذا التصريح مباشرة بعد ان انتهت الحرب العالمية واضعة اوزارها على كاهل الشعب الفلسطيني والامة العربية على حد سواء، بنوع من الخيانة العظمى من قبل بريطانيا العظمى لحلفائها في الحرب، فكانت الضحية الاكبر هي فلسطين وشعب فلسطين، ان اعلان الاستقلال في منتصف تشرين الثاني يأتي كتعبير واضح، ان شعبنا لم يقبل هذا الضيم ولن يقبله ابدا، إن شعبنا الذي واجه هذا الوعد مقاوما بما ملكت يداه، سوف يستمر في هذه المقاومة ولن يسلم ابدا بنتائج هذا الوعد المشؤوم، فلا بريطانيا امتلكت حق التصرف بفلسطين، ولا من استولى عليها له حق بها مهما كان ضئيلا.

    الحدث الثاني هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ففي التاسع والعشرين من شهر تشرين، عام 1947 صدر عن الامم المتحدة قرار تقسيم فلسطين، وهو قرار غير شرعي وغير قانوني صدر بناء على ضغوط من الدول الاستعمارية المهيمنة على الامم المتحدة، فإذا شكل وعد بلفور أساس الظلم التاريخي الذي احاق بالشعب الفلسطيني وقاعدته النظرية، فإن قرار التقسيم الذي صدر عن الامم المتحدة بعد ثلاثين عاما تامة، شكل الضربة القاصمة التي ادت الى تطبيق وعد بلفور وأتاح الفرصة أمام العصابات الصهيوينة المدججة والمدعومة من الاحتلال البريطاني لقتل وتشريد واقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وأراضيه.

    لقد جاء قرار الامم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1977، والقاضي باعتبار هذا اليوم (يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني) كنوع من الاعتذار عما احاق بشعبنا من ظلم، لكنه ايضا عبر عن تحول في الرأي العام العالمي بدوله التي تحررت من الاستعمار لصالح قضيتنا العادلة، وشكل خطوة واثقة نحو استعادة حقوقنا الوطنية.

    لقد شكل اعلان الاستقلال في الخامس عشر من تشرين الثاني نوعا من الاسشراف الخلاق من قبل قائدنا الراحل ياسر عرفات، لم يكن ما فعله نبوؤة بل جاء استشرافا لمستقبل حتمي، مستقبل النصر الفلسطيني وقيام الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، دولة تزيل التعديات وتمسح الظلم، كما جاء هذا الاعلان باعتباره استحقاقا لثورة عظيمة لم ولن تلقي سلاحها الا بتحقيق النصر.

    اعلان الدولة كان الوعد الفلسطيني للفلسطينين، وان اليوم الذي يتحقق فيه هذا الوعد المشرق لقريب.

    لقد شاء القدر ان يـأتي استشهاد ياسر عرفات في هذا الشهر الذي ارادوه لنا شهر هزيمة وأردناه شهر نصر، فجاءت مشيئة الله بان يمن على ياسر عرفات بالشهادة في تشرين الثاني كتأكيد على مشيئته التي وعدتنا بالنصر، "النصر الذي رآه عرفات قريبا ونراه معه قريبا".

    المجد لشهادئنا الذين منحونا الامل، المجد للشيهدين الكبيرين الذين جعلا من بيان الاستقلال فاتحة للاستقلال والدولة، ياسر عرفات ومحمود درويش، وانها لثورة حتى النصر.

    وانها لثورة حتى النصر – وكل عام وشعبنا بخير

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 2:59 pm