المدرسة الفلسطينية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرسة الفلسطينية


    النكبه لم تكتمل بعد !؟

    مجهول
    مجهول


    البلد : ارض كنعان "الخليل"
    الجنس : ذكر
    الابراج : العذراء
    العمر : 29

    عدد المشاركات : 226
    نقاط : 593
    المزاج : عال العال ما دامت فلسطيني

    النكبه لم تكتمل بعد !؟ Empty النكبه لم تكتمل بعد !؟

    مُساهمة من طرف مجهول الأحد مايو 01, 2011 9:03 pm

    النكبة لم تكتمل بعد

    النكبة لم تكتمل بعد
    للنكبة مفهومها الاوسع. هي ان تصوّرنا مجرد "فعل فيزيائي"، قوامه الاقتلاع والاحلال، فإن الجانب غير المرئيّ منها يتجلى في العدوان على الذاكرة. ذلك الاخير هو الشق "المعنوي" من النكبة. لذا فإن " مشروع النكبة " في نطاقه الاوسع لم يكتمل بعد. وربما لن يكتمل الا لو تخلى الفلسطيني عن ذاكرته.
    بهذا تتضح المعادلة: اذا كانت النكبة هي اقتلاع الانسان من وطنه، فإن العدوان على الذاكرة يرمي الى اقتلاع الوطن من الانسان. يكون مفهوما بالتالي لماذا كان الاستهداف المباشر للذاكرة التاريخية الفلسطينية، ولماذا محاولات انتزاع فلسطين وهويتها من الوعي الجمعي للأجيال التالية من شعبها، بل ولماذا السعي لتغييب فلسطين عن الوعي الانساني. ليس خافيا ان مشروع الاحتلال راهن مبكرا على اهتراء الذاكرة الفلسطينية وتلاشيها، بمفعول الاقتلاع والتهجير والانقطاع بين الاجيال. كانت المراهنة ان جيل النكبة "سيموت"، وان الجيل الثاني "سينسى". بدا واضحا ان جيل النكبة لم يطمس الذاكرة، بل احاطها بوعيه وتشبت بها، فكانت رمزية المفتاح والخيمة والتغني بيافا وعكا وبيسان شاهدا على ذلك.
    لقد جاءت الاستجابة الفلسطينية التلقائية، بالتشبت بالهوية والخصوصية، التي تصلبت واكتشفت ذاتها اكثر من اي وقت مضى، فغدا صقل الهوية الفلسطينية بحد ذاته مشروعا موجها ضد الالغاء والطمس. تحقق بالفعل نوع من اتصال الذاكرة وتمريرها الى الجيل الثاني بعد النكبة، الذي اكد ارادة العودة ورفض المساومات عليها. أما الجيل الثالث، فقد اتجه الى مأسسة مشروع الذاكرة والهوية، وعبر بها الى القرن الحادي والعشرين.
    ينبغي ان نقرر ان الذاكرة ليست الماضي، بل هي الوعي بالتاريخ والجذور والهوية، وادراك الخصوصية، وهي ايضا الوعي بالذات، وعيا يتصل بالواقع وينفتح على المستقبل. يعني ذلك استلهام الذاكرة ليس اتجاها ماضويا، بل هو استجابة واعية لتحدي المستقبل الفلسطيني، واستعداد رشيد لصدماته. هو تعبير عن ارادة البقاء، فسؤال الذاكرة "ان نكون او لا نكون"، طالما ان الذاكرة هي حاضنة الشعب الذي تسلب ارضه.
    وضمن معادلة الصراع الشاملة، لا يفوتنا ما تمثله الذاكرة من ثقل مهم في قضية فلسطين، اما استبعادها من الخطاب الفلسطيني في أي مرحلة، فلا يؤشر الى اضعاف جوهري للموقف الفلسطيني العام وحسب، بل ومن شأنه ان يعود بعواقب وخيمة في حمى البحث عن "الحل النهائي". فبين ايدينا مثلاً رؤى تروج لقابلية الكيانية الفلسطينية لأن تختبئ وراء جدران الاحتلال في بؤر معزولة. هم يسمون ذلك "دولة"، ويضمنون لها رفرفة الاعلام، واشتراطهم ان تكون "قابلة للحياة اما "اللاجئون" فأمرهم يتعلق بحل "متفق عليه".
    علينا اليوم وفي هذا المنعطف الحرج ان ننجز مهمة الاستدراك والمراجعة، بأن نصلح من خطابنا الرسمي والشعبي، وان يتعافى خطابنا السياسي والثقافي، وننفض عنه غبار المراحل وكبواتها.
    نعاود القول: لا يسمح للذاكرة الجمعية الفلسطينية ان تستمر في اعماق النسيان، ان لا تستجيب لمطالب الطمس والاقتناص والالغاء. انه فعل الممانعة المبدئي الذي يقتضيه الموقف وتتطلبه حماية الذاكرة المستهدفة. ليس من المقبول ان يستدرج الانسان الفلسطيني بعد كل هذه الاشواط الماراثونية لمطلب التجرد من الذاكرة، والتنصل من هويته والخروج من ذاته، بل وتقمص رواية اخرى.
    لا ينبغي ان نطالب ذاكرة الجيل الجديد بأن تتوقف عن حدود الجدار العنصري، فالذاكرة الفلسطينية لا تتوقف عند اشارة حمراء، ولا ينبغي لها ذلك. وهذه الذاكرة غير معنية بالتكيف مع ما تراه "الرباعية" او بمجاراة السلوك التصويتي في مجلس الامن. ولمن لم يفهم بعد: من يحتمل ان يضع ذاكرته تحت رحمة اولئك الذين باعوا امم العالم حكاية اسلحة الدمار الشامل؟؟؟!.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 6:45 pm