المدرسة الفلسطينية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرسة الفلسطينية


    تجربة روما مفيدة للدوري الإيطالي

    abedyusef
    abedyusef
    Admin
    Admin


    البلد : سعيري وافتخر
    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    العمر : 27

    عدد المشاركات : 958
    نقاط : 1687

    تجربة روما مفيدة للدوري الإيطالي Empty تجربة روما مفيدة للدوري الإيطالي

    مُساهمة من طرف abedyusef الثلاثاء أبريل 26, 2011 5:34 pm


    بمجرد أن أتم ريتشارد ديبينيديتو صفقة شراء نادي روما أصبح فريق العاصمة أوّل ناد إيطالي تؤول ملكيته لأياد أجنبية.
    تحمست جماهير الفريق لرؤية تغيير في الإدارة بعدما عجزت عائلة سنسي عن تقديم أي شيء باستثناء العشق الكبير لروما وهو ما هدد كثيراً وضع النادي المالي وأغرقه في الديون.
    وعدت الإدارة الأميركية الجديدة بإعادة هيكلة الفريق لجعله يحقق الأرباح ويتبوء مكانة مرموقة، وفي حال نجاحها لن يكون مشجعو روما الوحيدين الذين سيسعدون بذلك، بل ستكون هناك تأثيرات إيجابية على الدوري الإيطالي بأسره من هذه التجربة.
    ستطلب إعادة بناء روما مقاربة من ثلاث نواح: البنية الإقتصادية للفريق، التسويق عالمياً، وتطوير الفريق نفسه.
    سيعهد إلى روان (Ruane) وهو قطب في مجال العقارات والاستثمار المصرفي لبناء ملعب جديد، وهو ما يعتبر استثماراً هائلاً خاصة وأن إنشاءه في مدينة مكتظة مثل روما سيستغرق سنوات عدة.، لكن العائدات الإضافية التي سيحصل عليها الفريق على المدى الطويل من شأنها أن تجعله منافساً باستمرار وسيكون نموذجاً يحتذى بها لدى سائر فرق الدوري.
    تعتبر الملاعب الإيطالية من الأقل حداثة في أوروبا والمملوكة حصرياً من أطراف ثالثة. سيكون ملعب "يوفنتوس أرينا" الذي سيستعمل في الموسم المقبل الأول من نوعه لكونه عصرياً وموسعاً ومملوكاً بالكامل من النادي.
    الناحية الثانية وهي المهمة جداً في عملية إعادة بناء الفريق هي التسويق.
    من الأسباب الهامة جداً لارتقاء الدوري الإنكليزي وتزعمه الدوريات الأوروبية هي قدرته المستمرة على "بيع نفسه" في العالم.
    تشكل مدينة روما بحد ذاتها عاملاً لتوسيع ماركة "أ س روما" عالمياً كل عام، لأنها تستقبل سنوياً ما بين 7 إلى 10 ملايين سائح من مختلف أنحاء العالم الذين ينفقون مليارات الدولارات فيها، وسيكون على عاتق ريتشارد دياموري التأثير على هذه السوق غير المحدود من خلال خبرته في وسائل الإعلام الحديثة، ونجاحه سيعني أموالاً إضافيةً ومكانةً مرموقةً.
    من العوامل الإضافية المشجعة هي خبرة المجموعة المطمئنة في الرياضة.
    ديبينيديتو هو أحد الأطراف التي تمتلك فريقي بوسطن ريد سوكس الأميركي للبايسبول وليفربول الإنكليزي لكرة القدم (ليس متملكاً في روما) في حين يملك جيم بالوتا فريق بوسطن سيلتيكس العريق في دوري المحترفين الأميركي لكرة السلة.
    من الأمثلة على ذكاء شركاء ديبينيديتو في سوق الإنتقالات هي صفقة بيع الإسباني فرناندو توريس مهاجم ليفربول بمبلغ هائل إلى تشلسي اللندني خلال فترة الانتقالات الشتوية وشراء المهاجمين الباراغواياني لويس سواريز والإنكليزي أندي كارول مكانه حيث بدأ الحديث عن أنهما قد يشكلان أفضل ثنائي هجومي في الدوري الإنكليزي الممتاز.
    تم التعاقد مع والتر ساباتيني الذي كان سابقاً في نادي باليرمو ليكون مدير النادي في روما. يمتلك ساباتيني سجلاً حافلاً في الصفقات التي أنتجت الملايين من الأموال كأرباح ومنها شراء الأرجنتيني خافيير باستوري الذي يعتبر من أكثر اللاعبين المطلوبين حالياً في السوق الأوروبي والمقدّر أن لا يقل سعره عن 40 مليون يورو والدنماركي سيموني كاير وأماوري.
    وعد ديبينيديتو بشراء ستة لاعبين جدد في سوق الانتقالات الصيفية، ومن الأسماء المتداولة هي حارس مرمى يوفنتوس جيانلويجي بوفون وخافيير باستوري وكارلو أنشيلوتي كمدرب.
    سبق للدوري الإيطالي قبل سنوات عدة أن كان الأكثر شهرة واستقطاباً في العالم وسيطرت الأندية الإيطالية التي جذبت أبرز الأسماء كالأرجنتيني دييغو مارادونا والهولندي ماركو فان باستن والبرازيلي زيكو والفرنسي زين الدين زيدان والأرجنتيني غابريال باتيستوتا أن هيمنت على الساحة الأوروبية والعالمية.
    بيد أن هذه الأمجاد هي من الماضي اليوم، وهبط الدوري الإيطالي إلى المرتبة الرابعة في تصنيف الاتحاد الأوروبي، تاركاً مكانه للدوري الألماني صاحب الحضور الجماهيري الأكبر في أوروبا والاكاديميات الكروية الناجحة، وهو ما يعني أنه بدأ من الموسم المقبل ستكون ألمانيا وليست إيطاليا من سترسل أربعة فرق إلى دوري أبطال أوروبا، ولا تبدو إيطاليا مؤهلة لاستعادة مركزها.
    ويبدو الدوري الفرنسي أقرب لمنافسة الإيطالي على المركز الرابع مما يبدو الإيطالي لمنافسة الألماني على الثالث.
    خسارة إيطاليا لمركزها الثالث على صعيد أقوى الدوريات في أوروبا كلفها أيضاً خسارة 25 مليون يورو من دخل الدوري الإيطالي وهو ما سيصعب مهمة الفرق أكثر، وهو ما يقود إلى استنتاج مفاده أن الدوري بحاجة إلى ورشة إصلاح.
    من الواضح أن هناك حاجة للأموال في إيطاليا وديبينيديتو يمثل ذلك.
    منذ أن عصفت فضيحة "الكالتشيو بولي" بالدوري في العام 2006، سيطر إنتر ميلان محلياً وفاز بآخر ستة ألقاب (اثنان منها بموجب حذف نقاط من المتورطين في الفضيحة)، في حين عجز روما ويوفنتوس عن ترك أي انطباع يذكر، أما ميلان فباستثناء فوزه بدوري أبطال أوروبا في العام 2007 لم يقدر على المنافسة، ولم تكن مشاركات الفرق الإيطالية في البطولات الأوروبية موفقة.
    هذا الواقع جعل الدوري الإيطالي أقل منافسة وإمتاعاً في أوروبا بشكل عام باستثناء لقب إنتر في الموسم الماضي (بقي الحسم حتى الجولة الأخيرة).
    ستشكل تجربة روما لبناء فريق عصري ومنافس على الألقاب حافزاً لميلان وإنتر ويوفنتوس لتقوية فرقهم.
    إن تجربة كهذه تحتاج لسنوات عدة لكي تثمر ولكن نجاحها سيدفع العديد من الفرق للسير بهذا الاتجاه وهو ما سيفيد كثيراً الدوري الإيطالي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 4:04 pm